يأتي تكليف الدبلوماسي والسياسي والاقتصادي رجل المهام جعفرحسان بتشكيل الحكومة في سياق رؤوية ملكية سامية تؤسس لمرحلة جديدة على منهجية مشروع التحديث والتطوير للدولة الاردنية وهي تدخل مئويته الثانية.
كتاب تكليف الرئيس الوزاء المكلف جعفر حسان أكد على أهمية التواصل الميداني المباشر للفريق الوزاري مع المواطنين والاشتباك مع قضاياهم وأولوياتهم، والاستماع إلى آرائهم ومشاركتهم التوجهات والرؤى، بحيث يتم التعامل مع التحديات والاحتياجات والتطلعات وإيجاد الحلول الممكنة والبناء على الفرص المتاحة.
وبما عرف عن الرئيس المكلف من معرفة وقدرة متقدمة في ادارة شؤون الدولة، فإن وجود فريق وزاري مكون وزراء تكنوقراط سيكون الخيار الاهم والانسب للرئيس المكلف في تنفيذ الرؤية الحكومية التي جاءت على أساسها، وفقا لكتاب التكليف السامي بحرفية ومهنية عالية،وجود وزاء تكنوقراط بما يعنيه من خبرات ودراية واسعة وطويلة في مجال تخصصات الفريق الوزاري القادم مهمة في عمل الحكومة القادمة، إضافة إلى وجود مؤهلات علمية تتوافق ومهامهم الوزارية،فاختيار وزراء تكنوقراط سيدعم ويعزز تنفيذ مشروع التحديث الشامل بمساراته الثلاثة، والتي تشكل مسؤولية وتحديا كبيرا مستمرا وعابرا للحكومات،والحديث هنا عن المسار السياسي أو الاقتصادي أو الإداري.
وهنا ايضا لابد من الحديث عن تحديات كبيرة تواجه الحكومة القادمة تتمثل في الإصلاح والتحديث السياسي والاقتصادي ومكافحة الفساد،إضافة الى وجود ملفات تنتظر الحكومة لابد من معالجتها اجتماعية واقتصادية ملحة، فالأردنيون ينتظرون من الحكومة خطابا مطمئنا، فيما يتعلق بمحاربة الفقر والبطالة وعدم رفع الأسعار والضرائب، كأولوية لديهم واعتقد جازما ان الرئيس المكلف يدرك جيد حجم وثقل هذه الملفات.
اذا نحن امام مرحلة مقبلة تستوجب وجود فريقا من التكنوقراط المتخصص القادر على التعامل مع الظروف الراهنة بمهنية عالية، خاصة مع بدء تنفيذ المراحل التحديث الاقتصادي والإداري والسياسي، والانتهاء من انجازحزمة التشريعية والتعديلات الدستورية،والتي جرت على اساسها الانتخابات النِيابية اخيرا، والتي تمت بناء على مخرجات قانوني الانتخاب والأحزاب الجديدين والتعديلات الدستورية التي تمت عليهم.
وجوه جديدة تحمل طابع التكنوقراط لا شك أنه سيمثل فهما أقرب لطبيعة العمل والمهام المطلوبة منهم ومعرفة المشاكل والتحديات وطرق تطوير حلول لها، كما انها فرصة لوصول أصحاب القدرات والكفاءات وذوي الهمم لمواقع اتخاذ القرار المبني على المعلومات الصحيحة والحديثة والبعيدة عن الذاتية وتحفيزهم لتحقيق اهدافهم التي وجدوا من أجلها.
ويدرك الرئيس المكلف جيدا ان حكومة تقنية تركز على المعرفة العلمية والفنية في ادارة شؤون الدولة، بعيدا عن الاستعراض والحسابات الضيقة، مهمة لنجاح عمل الحكومة وتحقيق الاهداف المطلوبة منها.
كما أن تجارب حكومات التكنوقراط في ادارة العمل الحكومي تثبت فاعليتها في حل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والادارية، وهناك تجارب لدول كبرى لجأت لمثل هذا النوع من الحكومات في إيجاد حلول لمشاكلها الاقتصادية والاجتماعية، وتقدير مدى فاعليتها في الخروج من الأزمات بالرغم من معارضة بعض التيارات والتوجهات السياسية لمثل هذا النوع من الحكومات.
كما أن خيار رئيس الحكومة المكلف لوزراء تكنوقراط يمثل فرصة مهمة لوجود فريق من الوزراء التكنوقراط حصيفا،خاصة وان الأردن بحاجة لمثل هذا هولاء الاشخاص للنهوض من ازماته ومشاكله التي يمر بها لاسيما ان تجارب كثير لنا في الاردن مع وزراء تكنوقراط سابقين اثبتوا فيها نجاحا منقطع النظير في تنفيذ مهامهم بمهنية وقدرة عالية علىالكفاءة و العطاء في انجاز المهام الموكلة لهم.
